القائمة الرئيسية

الصفحات

10 خطوات عملية هتساعدك تبني الانضباط الذاتي أو الالتزام - أهم مهارة لتحقيق أهدافك

التحفيز"Motivation" بكل أشكاله سواء جُمَل، مقاطع، أو أغاني تحفيزية يختلف تماماً عن مصطلح
 الانضباط الذاتي "Self-discipline". الأول معتمد اعتماداً كلياً على المزاج والمشاعر، أما الثاني معناه الالتزام وأداء مهامك اليومية المُحَددة سابقاً، بغض النظر عن مزاجك ومشاعرك. التحفيز يتبع مشاعر الحماس والشغف، وبالتالي لو اعتمدت عليه في تحقيق أهدافك حتماً ولابد ستفشل ياصديقي، لأن مشاعرنا متقلبة وكل يومٍ يكون الأنسانُ في شأنٍ مختلف. أما الانضباط هو أداء مهامك، وقدرتك على السيطرة على نفسك لتحقيق أهدافك بغض النظرعن مشاعرك ومزاجك، عندما تبدأ وتنغمس، المشاعر ستتحسن تلقائياً لاتقلق ياصديقي. 
-الانضباط الذاتي يعتبر أهم عامل من عوامل النجاح، لو لديك كل مقوِّمات النجاح وتفتقر إالي مهارة الالتزام، لايمكنك جني ثمار أي تعب وجهد.
مبادئ ستساعدك على الانضباط: 

1- أول وأهم خطوة أنك لابد أن تدرك أن الالتزام مهارة مكتسبة، بالترويض، الممارسة، بناء العادات، والتَّفاوض مع نفسك بالمكافأت ؛ يمكنك اكتسابها ببساطة إن شاء الله، لو ظللت مقتنع أنك شخص غير منضبط ، وأن الانضباط ليس رزقك ستظل غير منضبط دائماً بلا شك. أما لو طبقت الخطوات التالية وحاولت، ستكتسب هذه المهارة وستصبح عادة، ومقاومتك ستكون أقل ، مع الوقت حاول أيضاً أن تقنع نفسك ومن حولك أنك شخص منضبط وملتزم حتى لو كنت تجاهد وغير قادر، أريدك مع الوقت أن يكون الانضباط الذاتي ضمن هويَّتك، وليس مجرد صدفة قائمة على الحظ، مرة تصيب ومرات لاتصيب. 

2- طلبُ العونِ من الله:  " إياك نعبد وإياك نستعين" و "قَيلَ: كَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ يقَولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، والبُخْلِ وَالهَرم، وعَذَاب الْقَبْر، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاهَا..". اطلب الإعانه من الله سبحانه وتعالى واستعيذ به من الكسل، نحن لاحول لنا ولاقوة إالا بالله، ابذل جهداً ياصديقي وحاول مرة واثنين ومائة، والله سيعينك ويمد يده لك لأنه يرى سعيك "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ .."

3- من السهل جداً لَوْم الآخرين وتقمص دور الضحيَّة، ومن الصعب تحمُّل مسؤلية حياتك ومشاعرك. لو تحمَّلت مسؤلية حياتك ولم تستسلم للشكوى وخلق الأعذار؛ ستكتسب مع الوقت القيادة الشخصية وبالتالي تكتسب مهارة الانضباط الذاتي .

4- إدارة وقتك: من المفترض أن تتحكم في وقتك ويومك وليس العكس، من المؤسف أن نبدأ اليوم ونتركة يمر علينا مرور الكرام؛ نسمح لأي أحد يدخله ويقتحم، نسمح للفيسبوك أن يعرض علينا مايريد من غير فلترة، ونفس الطريقة مع كل التطبيقات والأشخاص. ويمكنك اتباع مبدأ فقه الأولويات، الأهم فالمهم فالأقل أهمية. ولاتنسَ أن تُذكِّر نفس بالعواقب الوخيمة نتيجة عدم الانضباط والتسويف، مثلاً: كل صباح وأنت تفكر في تكملة نومك وعدم الذهاب إلى العمل؛ تذكر سريعاً الانطباع السئ عنك من قِبَل المدير حيث أنك شخص غير ملتزم، وتَذكَّرالخصم من مرتبك أيضاً ياصديقي، إلا لو كان هناك أسباب قهرية. 


 خطوات ستساعدك على الانضباط الذاتي:

1- ذَكِّر نفسك بأهدافك وغايتك باستمرار، يمكنك فعل ذلك عن طريق لصق جُمَلك المفضلة التي تمثلك علي المكتب أمامك.
 "متَعلِّمٌ على سبيلِ النجاة"، "قليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ منقطع"، " knowledge is a power"، مثلاً هذه الجُمَل تُذكرني دائماً بأهدافي وتدفعني على الاستمرار. وتذكر أن الفرق بين الهدف والأمنية هو السعي ووضع الخطة وتنفيذها.   

2- اضبط البيئة المحيطة وهيئها لتتناسب مع إنجاز مهامك، حتي لاتستفذ طاقتك في مقاومة الإغراءات بدلاً من استغلالها في محاولة ضبط نفسك. مثال: أنت تضعف أمام الفيسبوك والتقليب فيه بغير فائدة، نزل تطبيق يمنعك من فتحه غير وقت معين خلال اليوم. إرادتك تنفذ وتستحدث من عدم. وهذا نفس مفهوم الحديث التالي: 
(ضربَ اللهُ تعالى مثلًا صراطًا مستقيمًا ، وعلى جنْبَتَيِ الصراطِ سورانِ ، فيهما أبوابٌ مُفَتَّحَةُ ، وعلَى الأبوابِ ستورٌ مُرْخَاةٌ ، وعلى بابِ الصراطِ داعِ يقولُ : يا أيُّها الناسُ ! ادخلوا الصراطَ جميعًا ولَا تَتَعَوَّجوا ، وداعٍ يدعُو مِنْ فَوْقِ الصراطِ ، فإذا أرادَ الإِنسانُ أنْ يفتحَ شيئًا مِنْ تِلْكَ الأبْوابِ قال : وَيْحَكَ لا تَفْتَحْهُ ، فإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ). المقصود: أنه من الإفضل اجتناب أبواب الفتن بدلاً من فتحها والمقاومة في الفرار منهاـ الإنسان ضعيف! 
3- بناء الروتين والعادات سيدربك بشكل غير مباشر على الانضباط والمسؤلية الذاتية "ستجد في آخر المقالة لينك مقالتنا السابقة عن بناء الروتين والعادات"
4- إسباغ النفس على المكاره: افعل أشياء ترفع من مناعتك النفسية وقوة تحملك، مثال:  انتشرت أبحاث كثيرة مؤخراً عن أهمية وفوائد الشاور البارد، ورغم ذلك معظمنا لايستطيع تحمله.
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ)، يُقصد بإسباغ الوضوء على المكاره؛ أي إتمام الوضوء في المواضع التي تصيب الإنسان بها مشقّة فتكرهها النفس.
 
5- توقَّع المشكلات المحتملة: مثلاً أنت وضعت هدف اسمه " المداومة على صلاة الفجر". المشكلات المحتملة هنا:
 1-عدم قدرتي على الاستيقاظ ، 2- تفكيري الخاطئ أني لو قللت من وقت نومي، قدرتي علي التركيز في مهام اليوم التالي سوف تقل! 
فالحل هنا هو جدولة مواعيد نومي، وإعادة صياغة هذا   التفكير الخاطئ عن طريق الاستماع لمقاطع تتحدث عن فضل صلاة الفجر وأهميتها. لو فشلت هذه الحلول، احاول عن البحث عن حلول أخري حتى لا أكرر نفس الطريقة وأتعجب من عدم تغيير النتائج. 

6- حاول دائماً أن تُغذِّي عقلك بطرق مختلفة، سماع podcasts  دينية، أومتعلقة بالتنمية الذاتية وكيفية جعلك شخص أكثر إنتاجية وحكمة. مع الوقت ستجد نفسك أصبحت شخص فاهم متحمل مسؤلية نفسك، والانضباط ستجده جزءاً منك بهذه الطريقة تلقائياً. 

7- ثقافة وضع البديل: يمكنك أن تخدع عقلك بهذه الحيلة: على سبيل المثال:
* لديك هدف اسمه " محاولة عدم سماع الأغاني والموسيقى" ، بعد ضبط البيئة المحيطة بمسح كل الأغاني، حمِّل podcasts مثلاً أو أي مقاطع بديلة حتى لاتضعف.
*-أنت تحاول ضبط وزنك، ولكنك مُولَعٌ بعادة الأكل نفسها بغض النظر عن كونك تشعر بالجوع أم لا، يمكنك البحث عن سناكس ضعيفة السعرات ونفس الطريقة من يريد وقف التدخين .
- كل شخصٍ منا لابد أن يتعرف على نفسه جيداً ويكون على دراية بنقاط قوته وضعفه حتى يضع لها البديل في كل شئ، ويتعامل معها بكل لين ولطف كأنه يتعامل مع طفلٍ صغيرٍ.   

8- كافئ نفسك بعد كل إنجاز صغير أو كبير بغض النظر عن ثمن المكافأة. 

9- قسِّم كل هدف إلى خطوات بسيطة وتذكر "أ دومها وإن قل"،  حاول تضحك على نفسك. والخطوة الأولى ستدخلك تلقائياً في الخطوة الثانية والثالثة إن شاء الله، الاستمرارية  في الخطوات البسيطة اليومية هي كلمة السر. 



10- الطبيعي أن حياتنا مليئة بالتقلبات في المشاعر والمزاج، فيمكنك فعل الحد الأدنى من الانضباط، ولاتنس أنها مهارة ستحتاج ممارسة وستحاول فيها مرة واثنين ومئة، فتقبل فشلك لأنه جزء من الرحلة والتجربة، وحاول أن تكون أقل توتراً حتى لاتتهرب وتكون مضغوط وحاول أن تتبنى مبدأ "Romanticizing your life" ، ستجد تفاصيل هذا المبدأ في المقال السابق " مقال الروتين وبناء العادات". ويجب أن تكون واعي أنك _بني آدم_ أولاً وآخراً، لديك قدرة تركيز محدودة وطاقة معينة، فحاول تفصل وتأخذ هدنة من حينٍ لآخر حتي لاتصل لمرحلة الاحتراق أو Burning out" 

الخاتمة: الانضباط الذاتي هو العمود الفقري لمجسم النجاح وهو المهارة التي تخدم و تدير جميع المهارات والعادات الأخرى، لتحقيقه يجب على الفرد أن يتعلم مهارات مثل تحديد الأهداف بوضوح، وضع خطط لتحقيقها، بناء الروتين والعادات، والتحكم في الانفعالات والرغبات السلبية. 

وأخيراً أتمنى لو المقالة نالت إعجابكم نشارك هذا المقال مع أصدقائنا المهتمين بتطوير أنفسهم، ونشترك في قناة التليجرام عليها infographics كتلخيص لكل مقالة ونقرأ المقالات السابقة هنا على المدونة هتعجبكم إن شاء الله بلا شك.  
*لينك مقال الروتين وبناء العادات: https://self-maturity.blogspot.com/2024/02/blog-post_25.html


أنت الان في اول موضوع

تعليقات